عن" فنون الخليج "
نبيهة الرفاعي خطاطة مصرية، حاصلة على بكالوريوس اقتصاد، ودبلوم التخصص فى الخط العربى والتذهيب، شاركت في العديد من الدول الإسلامية في فن الخط العربي، درسته ودربت الكثير من الطلاب والطلبة، تقول إلى "الوطن": درست 9 أنواع من الخطوط ولكني لم أجدها كلها، تخصصت في خط النسخ "ويكفيه شرفا أنه خط المصحف" واستمرت في دراسته حتى وصلت فيه لمرحلة يرضى عنها أساتذتها في الخط ، وترى نفسها أنها لازلت على أول درجة من درجات تعلم هذا الخط، ولأن الدراسة الأكاديمية لها أهمية قصوى، فهناك فرق كبير بين الخطاط الذي لم يتعلم قواعد الخط ويقوم بالكتابة بطريقة ارتجالية ، وبين الخطاط الذي درس القواعد ويقوم بكتابة كل حرف تبع القاعدة والميزان، مؤكدة أن التميز في الشارقة وتركيا لان الحكومات تهتم بمجال الخط العربي وترعاه رعاية خاصة، أجد رئيس وزراء تركيا يزور المعارض الخطية و يكرم الخطاطين والمزخرفين و يمنحهم الشهادات و الجوائز، فلا غرابة أن يتقدم الخط العربي في بلادهم و يتأخر عندنا بعد أن كنا مصدرين للخطاطين.
****
كما وضحت أن الخطاطة السعودية متعطشة جدا للخط العربي ودراسته ، و إذا وجدت من يساعدها فستكون في الصدارة، موجهة نداءها للمسؤلين بفتح مدارس للخط العربي أو مراكز خاصة لتعليم النساء في فن الخط العربي، منوهة أن شبكات الخط العربي في الانترنت تتواجد فيها فتيات كثيرات من السعودية ، عندهن رغبة و قدرة على تعليم الخط العربي بشكل يثير الإعجاب ولكن لا يوجد من يغذي هذه الروح وهذه الهمة، والانترنت ليس كافيا لتعليم الخط ، حيث أنه من العلوم الفنية التي يجب تدريسها بطريقة مباشرة خاصة في مراحله الأولى، متسائلة لماذا لا تضعوا التجربة الإماراتية نصب أعينكم و تنهضوا بحال المرأة السعودية في هذا المجال؟ عليكم استقدام خطاطات و مزخرفات من مختلف البلاد لتعليم المرأة السعودية فن الخط العربي والزخرفة.
وتضيف أن الخطاطة العربية مظلومة في مجال الخط العربي من حيث التعليم ، حيث لا توجد مدارس لتعليم الخط العربي ولا مراكز خاصة، على غرار ما يوجد في الشارقة في دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية، فوجود مدارس للخط في مصر أدى لظهور نسبة قليلة من الخطاطات في الفترة الأخيرة، أيضا ولأن البيوت العربية ما زالت لا تهتم بتعليم المرأة وما زالت لا تثق في قدرات الفتيات، كما أن الخط العربي يحتاج الاستمرار في التعليم والتمرين الذي يتطلب التنقل من أستاذ لأستاذ ومن مكان لآخر و ربما يتطلب السفر لبلاد أخرى و هذا لا تستطيعه الفتيات بشكل ميسر كما يستطيعه الرجال، هناك معوقات لا تناسب طبيعة المرأة، "خاصة المتزوجة المسئولة عن بيت و أسرة"
أما الزخرفة ومن يجيدها قالت الرفاعي: أن الأبرز في تنفيذ الزخرفة الإسلامية الآن هم الأتراك والإيرانيين ، حتى من يبرز من العرب في إتقان الزخرفة فهم يعتمدون الزخارف التركية والإيرانية في أعمالهم ، ربما لأنها الاتجاه السائد هذه الأيام، في حين أن الزخرفة المصرية كانت تتربع على عرش الزخارف النباتية الإسلامية في العصر الفاطمي، والعصر المملوكي الذي بلغ أوج قمته، واشتهرت المزخرفات التركيات في مجال الزخرفة التركية ، ولهن طلبة وطلاب من مختلف البلاد ، ولهذا فسوف يصدرون هذه الزخارف لمن يدرسونها ولهذا انتشرت بشكل أوسع من غيرها، مما يزيد القلق و الخوف على مستقبل الزخرفة المصرية، أما تخصيص السيدات في مجال تذهيب اللوحات الخطية فترى الرفاعي أنه لا يتطلب ما تطلبه اللوحة الخطية من الوقت اللازم من كتابة القالب ، ثم كتابة اللوحة ، ثم مرحلة التفنيش و الترتيش التي تأخذ وقتا طويلا من الخطاط، كل هذا الوقت تكون المزخرفة انتهت من أكثر من لوحتين أو أكثر في الزخرفة
مع أن الزخرفة ليست بالأمر السهل.
وعن رأيها في اللوحة الحروفية ومن لايراها لوحة خطية تقول الرفاعي: لست ضد اللوحة الحروفية ، الخط العربي أينما ظهر بهر و يجب أن نستغل جماليا الخط العربي في توصيل معان سامية و راقية للناس فالخطاط بهذا يحمل رسالة لا تقل أهمية عن أي فنان آخر يستخدم فنه للوصول لعقول الناس و قلوبهم، والفن يخضع للذوق.
يذكر أن الخطاطة نبيهة الرفاعي فازت في مسابقة عن اليوم الوطني السعودي وهي في مصر وأن اللوحة كتبت كلمة وطني بالكوفي الفاطمي و ملأتها بالألوان بطريقة رخامية، واستخدمت الزخارف النباتية المصرية "التابعة لمدرسة مصر والشام في الزخرفة"، واستخدمت النقطة في كلمة وطني في رسم شعار المملكة، معبرة عن سعادتها في الفوز، فهي أول مسابقة تفوز فيها كما أن الوقت الذي استغرقته لكتابة اللوحة كان يعد من التحديات، لأنها كتبت في تسعة أيام فقط.
Bookmarks